
الحرب عملت على دمار جميع السلالات والولاية فقدت أجود الأصناف من القطيع والدواجن حدث لها تدميرا شاملا
إدارة الثروة الحيوانية وضعت العديد من الخطط والبرامج للنهوض بالثروة الحيوانية وهناك تدخلات من قبل حكومة الولاية ووزارة المالية
حوار: هشام أحمد المصطفى “أبو هيام “
تصوير: إبراهيم مدثر ـ عبد الباقي الأمين
مقدمة الحوار:ـ
تعرض قطاع الثروة الحيوانية في السودان، ولا سيما في ولاية الجزيرة لخسائر فادحة جراء الحرب والنزاعات المسلحة التي اجتاحت أجزاء واسعة من البلاد.
و طالت الأضرار البنى التحتية للمراعي، والأسواق، وأدت إلى نزوح المربين وفقدان مئات الآلاف من رؤوس الماشية، مما انعكس سلبا على سبل العيش والأمن الغذائي لقطاعات واسعة من المواطنين.
لكن، وبفضل الله ثم بسالة القوات المسلحة السودانية، وتكاتف الأجهزة الأمنية، والقوات المساندة، والمجتمعات المحلية، تمكنت ولاية الجزيرة من التحرر من قبضة التمرد، وبدأت مسيرة التعافي من آثار الحرب.
ومع هذا التحرير، انطلقت جهود إعادة الإعمار في مختلف القطاعات، وكان لقطاع الثروة الحيوانية أولوية خاصة لما يمثله من أهمية اقتصادية وإستراتيجية للولاية والبلاد عموما.
وفي هذا السياق، تقود إدارة الثروة الحيوانية بولاية الجزيرة، برئاسة الدكتور عبد العظيم تاج السر، جهودا كبيرة بالتعاون مع الجهات الحكومية والمنظمات المحلية والدولية لإعادة تأهيل هذا القطاع، ودعم المربين، وتوفير الخدمات البيطرية، بما يضمن استعادة دورة الإنتاج وتحقيق الاستقرار.
في هذا الحوار الخاص مع “قناة المسار الرقمية” نناقش مع الدكتور عبد العظيم حجم الدمار الذي طال القطاع، ومجريات العمل الجاري لتعميره، والتحديات الراهنة، ورؤية الإدارة لمستقبل هذا القطاع.. فالى مضابط الحوار:ـ
السيد/ المدير مرحبا بكم في مستهل هذا الحوار والذي نخصصه للحديث عن أهمية إدارة الثروة الحيوانية ومعرفة الجهود المبذولة للارتقاء بقطاع الثروة الحيوانية بعد أن تعرض القطاع لهجمة شرسة من قبل القوات المتمردة والتي كان لها تأثيرا واضحا على مقومات ولاية الجزيرة؟
مرحبا بكم الإخوة في قناة المسار وصحيفة المسار نيوز لزيارتكم لنا في مقر إدارة الثروة الحيوانية بمدينة ود مدني، ونسأل الله العلي القدير لكم الصحة والعافية، وأن يوفقكم في خدمة البلاد ومصلحة العباد، وأنتم رسل سلام ومحبة تجوبون ولاية الجزيرة للوقوف على حجم الدمار الشامل الذي تعرضت له المؤسسات بما فيها إدارة الثروة الحيوانية والتي هي أيضا لم تنجو من هذا الدمار الشامل الممنهج، وأنا في حقيقة الأمر سعيد جدا بهذا اللقاء والذي من خلاله سنعكس ما تعرضت له الإدارة من سلب ونهب، وأكرر شكري وتقديري لكم.
بدءا السيد المدير نود أن نقف على حجم الدمار الذي تعرضت له الثروة الحيوانية أثر الاعتداء الغاشم من المليشيا على ولاية الجزيرة؟
شكرا لكم إخوتي في قناة المسار وصحيفة المسار نيوز على إتاحة هذه الفرصة بالنسبة لنا كي نتحدث عن مدى وحجم الدمار الذي أصاب قطاع الثروة الحيوانية في ولاية الجزيرة، وكما تعلمون أن هذا القطاع من أكبر وأهم القطاعات بالولاية وتعرض لدمار شامل وتأثيرا واضحا ابان فترة اعتداء الأوباش على ولاية الجزيرة وحدث له دمار شامل سواء في البنية التحتية أو في الثروة الحيوانية نفسها، وفي جانب البنية التحتية نحن فقدنا كل الآليات والمعينات التي كانت تستغل في خدمة الثروة الحيوانية وتم نهب وتدمير جميع المكاتب الإدارية والمسالخ بمعنى أن هذا القطاع تعرض لتدمير ممنهج من قبل أولئك الأوباش.
حدثنا عن حجم الدمار الذي أصاب الإدارة؟
نعم كما ذكرت لكم حدث دمار شامل لقطاع الثروة الحيوانية وكل الخسارات التي تعرضت لها الإدارة قدرت بحوالى 35% وهؤلاء الأوباش استهدفوا الإدارات المنتجة مثل الأبقار المحسنة التي كانت تقوم بإنتاج الألبان بكمية كبيرة وعالية، هذا القطاع يعد من أكبر وأكثر القطاعات تأثيرا، أما بالنسبة لقطاع الدواجن في حقيقة الأمر تعرض لدمار كامل بنسبة 100% إضافة إلى تدمير البنية التحتية لقطاع الماعز والدواجن كما ذكرت لكم.
حدثنا السيد/ المدير عن أثر هذا الدمار على قطاع الثروة الحيوانية في السودان وولاية الجزيرة بصفة خاصة؟
حقيقة كما ذكرت لكم الأثر كان وما زال كبيرا، ونحن الآن بسبب هذا الدمار لم نتمكن من تنفيذ البرامج الصحية والتنموية بسبب الدمار الذي تعرضت له البنية التحتية كما ذكرت لكم وهذا في حد ذاته يعد تأثيرا كبيرا.
لعلى الأخ المدير هذا القطاع معلوم عنه يعد من أكبر القطاعات الخدمية في الولاية وله أهمية اقتصادية قصوى بعد مشروع الجزيرة، فما هي الخطوات والمجهودات التي تبذل من أجل الحفاظ على هذا القطاع ومن ثم تطويره في الولاية؟
حقيقة نحن بعد عملية التحرير جئنا لإدارة الثروة الحيوانية وبدأنا في عملية الاهتمام بالإعمار، وكانت البداية بالمستشفيات باعتباره الخط الأول لرعاية وصحة الحيوان، وكما هو معلوم لدينا العديد من الإدارات المتخصصة داخل الإدارة العامة للثروة الحيوانية، ومن أهم هذه الإدارات إدارة صحة الحيوان والأوبئة وهذه الإدارة مختصة بجميع الأعمال المتعلقة بالتطعيم وخلافها من الأعمال المتعلقة بصحة الحيوان، وبدأنا بهاتين الإدارتين باعتبارهما من أهم الإدارات كما ذكرت إدارة صحة الحيوان والتي تختص بالمستشفيات والمسالخ على مستوى ولاية الجزيرة، وكانت هذه البداية على أساس أننا نتمكن من تشغيل كافة المسالخ لأهميتها في توفير اللحوم الأولى التي كانت تعمل بها على الأقل تكون بكفاءة مقبولة وأنا في اعتقادي نسير في الاتجاه الصحيح وبصورة على الأقل تحسب أنها مقبولة بالرغم من أن هناك بعض المسالخ لم تدخل عملية الإنتاج وهذا يعد من أهم القطاعات المهمة للصحة العامة، ولكننا نعتبر أننا نسير صوب خطوات ممتازة بالنسبة للذبيح الموجود حاليا.
دكتور تاج السر معلوم أن الولاية الآن بفضل الله والمجهودات التي بذلتها القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والمساعدة تعافت تماما من هذا التمرد والدنس وهي الآن تسعى لعملية التعمير فما هي المجهودات التي قمتم ببذلها من أجل تعمير قطاع الثروة الحيوانية؟
نحن في حقيقة الأمر قمنا بوضع خطة طموحة وكبيرة لكن لم نتمكن من تنفيذها على الوجه الأكمل، لكننا في مساعٍ جادة من أجل الوصول لتنفيذ هذه الخطة، وهناك بعض الآليات والمستهلكات المهمة جدا نحن لم نتمكن من توفيرها، لكن كما ذكرت لكم بدأنا بتأهيل البنية التحتية حتى نتمكن من تهيئة بيئة العمل والآن قطعنا شوطا كبيرا في هذا المجال تجاوز نسبة 60% من العمل وبالنسبة لانتشارنا على قطاع الثروة الحيوانية لدينا بعض المجهودات التي قمنا ببذلها مع المنظمات من خلال وزارة الإنتاج والموارد الاقتصادية والأخت الوزيرة كانت واقفة معنا في جميع خطواتنا ونحن بدورنا قمنا بمخاطبة العديد من المنظمات العاملة في مجال الثروة الحيوانية ووزارة المالية والقوى العاملة في الولاية أيضا مشكورة على اسهاماتها ومساهماتها معنا في عملية الصيانة والتأهيل لمكاتب الإدارة وقدمت لنا مبالغا مالية مقدرة لعملية التأهيل.
وماذا عن نهب ودمار هذه السلالات التي تعرضت لغذو ونهب؟
حقيقة الدمار كان شاملا وممنهج واستهدف كما ذكرت لكم الأبقار المنتجة، إضافة لما أصاب الحيوانات الصغيرة والتي كانت عبارة عن مصدر رزق للأسر الفقيرة والمنتجة بالولاية، وكما ذكرت لكم نحن قمنا بمخاطبة العديد من المنظمات بغرض المساهمة معنا في عملية دعم هذه السلالات خاصة الجزء المفقود للأسر المنتجة أو حتى الأسر الصغيرة، وهناك أيضا بعض المجهودات المبذولة وأنا أعتقد أن الاستجابة كانت مرضية لنا.
وهل من خلال مخاطبتكم للمؤسسات و المنظمات وجدتم استجابة وتفاهمات حتى يتم دعم هذه الإدارة؟
حقيقة هناك بعض الوعود من قبل المنظمات التي تمت مخاطبتها، ولكن الإخوة في منظمة الفاو استجابوا لنا في توفير اللقاحات والفترة المقبلة ستقوم هذه المنظمة بتوفير هذه اللقاحات بغرض التطعيم ضد الأوبئة التي تتعرض لها الثروة الحيوانية، وهذه تعد من ضمن المجهودات التي رأت النور، وكما هو معلوم من الأشياء المهمة هي عملية تطعيم الحيوان وبالتالي نحافظ على الصحة العامة ونحافظ على ما تبقى لدينا من قطيع.
بالنسبة للسلالات التي كانت موجودة في الحظائر إلى أي مدى تعرضت هذه السلالات للنهب والخراب؟
ولاية الجزيرة نحن نعتبرها من الولايات المنتجة للسلالات وحيوانها يعد من الحيوانات ذا القيمة الاقتصادية في السودان وحتى خارج السودان في السوق العالمي وعلى سبيل المثال يمكن القول أن 30% من الأبقار الموجودة في ولاية الجزيرة كانت محسنة وموجودة في المزارع ونسب الدم الأجنبي الموجود فيه يتراوح ما بين 70 إلى 80% وهي أبقار تقوم بتغطية السوق المحلي وتغذي كذلك ولاية الخرطوم وبعض الولايات، ولكن عندما اندلعت هذه الحرب اللعينة فقدنا كل هذه السلالات ومعظم القطيع الذي اتحدث عنه الآن باعتباره كان قطيعا ثابتا ومنتج كل ذلك تعرض للسرقة والنهب وتم أيضا تجريد هذه السلالات التي تحدثت عنها نسبة لأنها لا تتمكن من الذهاب لمناطق بعيدة.
نواصل في العدد القادم،،،